السجود للغرب

أيها الناس، أإذا جاء أمر من الغرب، من الخارج، أعجبكم واتخذتموه سبيلاً؟ أإذا رأيتم الكتاب المترجم، فضلتموه على القلم العربي الأصيل؟ لماذا بدأنا نفقد هوياتنا؟ ولماذا بدأنا نتخذ الغرب قبلة في الحياة؟
أنت! أسمعت بكتب تطوير النفس الحديثة والمترجمة؟ أسمعت بكتب الإيجابية، والسر، وقانون الجذب؟ لماذا اتجه الناس إلى تلك الكتب التي كتبت على أيدي الغرب، بعدما ظهرت تلك النواتج من الكتب من فلسفاتهم وتحليلاتهم؟ ألم تسمعوا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:"تفاءلوا بالخير تجدوه".. ألا يلخص ذلك مجموعة تلك الكتب؟ أليست هذه الكتب ما هي إلا ترجمة عربية لترجمة وتفسير أجنبي لما لدى العرب منذ قديم الزمان؟ ألا تعلم أن الثقة بالله وحسن الظن به، والتفاؤل ما هو إلا قانون الجذب عينه، ولكن المسميات المتداولة لدى الناس هي المسميات المترجمة للمسميات الأجنبية؟
قد صدق من قال المثل الأجنبي: "إن الحشائش مخضرة أكثر دوماً في الجانب الآخر." فلأننا لا نقنع بما لدينا، ونرى العيب فيما بين أيدينا، نلجأ إلى الآخرين، في حين أن قرآننا وأحاديث رسولنا هي الأفضل والأسمى للاعتماد عليها في تطوير الذات، ومن الأولى أن تكون الكتب التطويرية مكتوبة على يد العربي المسلم متكئاً على الأدلة القرآنية والنبوية.
أخي وأختي، لماذا ننفر من كل ما جاء باسم الدين؟ وإذا قمنا بذلك، من أين جاء حقنا في الغضب على المعتدين على الدين؟ أولسنا نحن أكبر المخطئين في حقه بالنفور منه والبحث عن بدائل؟ لماذا يصبح النص والمقال المدعم بالأدلة القرآنية والأحاديث أقل إثارة مما دعم بدراسات في الخارج؟ أوليس الغرب معرضون للخطأ في حين أن القرآن كامل شانل لا أخطاء فيه؟
يا ابن وبنت الشرقية، أوليس سجودكم إلى جهة الغرب؟ أتسجدون للكعبة أم تسجدون لأمريكا؟ لا أريد أن أسمع نفيكم واعتراضاتكم، بل أريد أن أراها وأشعر بها، وأريد أن أرى فخراً واعتزازاً بما نحن نمثل، وأريد أن أرى منافسة شريفة مع الغرب بدلاً من كون خيل لجامهم يقودونا إلى الاعتماد عليهم.
"صنع في السعودية"، يا أخي، يا أختي، أريد أن أراها، أريد أن أرى عبارة "صنع في السعودية" مكتوبة على أدواتنا وبضاعاتنا. أليس من المخجل أن نسكت عندما نسأل عن صناعاتنا المحلية، أو نكتفي بذكر "العباية"؟ يا أولي الألباب، يا ذوي العقول، اخدم وطنك، وكن فرداً فاعلاً في جعل السعودية "الصين الجديدة".
لا يبهرني أن أسمع عن سعودي أو عربي مسلم اخترع اختراعاً مفيداً للعالم، أو أنه حصل على جائزة نوبل، أو قدم إنجازاً قد ينفع هذا الكوكب بأكمله، إذا كان قد استقر في أراضيهم وبلادهم، فإن فقد الشخص هويته فقد انتماؤه Ygdkh، ولم نعترف به إن لم يعترف بنا وببلادنا؟ من يبهرني هو من كانت له الفرصة في الاستقرار في الخارج، وقرر أن يرفض أن يبقى عندهم حتى يعمل كل ما يستطيع أن يفعله لخدمة الوطن، وتقديم الإنجاز باسم الوطن، والأهم: حافظ على هويته المسلمة العربية.
يا إخوتي: لن أستطيع أن أكسر جميع أصنامكم من صناعات أجنبية، وكتابات غربية، وتقاليد عمياء غبية، ولكن أطلب منكم أن تحطموها في قلوبكم، وأن تستفيدوا من النافع عندهم فقط، والتقدم عليهم بإذن الله، حطموا الأصنام، هذه المرة: لن يفعلها كبيرهم (الأصنام)، بل ستفعلوها أنتم إن شاء الله.

2 comments:



Unknown said...

رائع .. مذهل ..
كلماتك ترجمة للواقع، واقع الأمة الذي يتدهور عاما بعد عام، إلى متى نرى الحق ( قرآننا ) ولا نستخدمه ونرى الإنسان الكامل ( نبينا ) ولا نقتدي به، لا يكفي كلامنا وهتافنا بالإيمان بهما دونما معرفتهما معرفة عملية تدعم حياتنا العصرية. و الله لو كنا فقط نتخذ القرآن دليلا يوميا والنبي نموذجا أبديا، لكنا أقوى القوى البشرية كلها، ولأصبحنا أسعد السعداء وأنجح العلماء في دنيانا كما في آخرتنا، لكن هل من مجيب لهذا النداء ؟؟
زينب الحمراني

Unknown said...
This comment has been removed by the author.

Post a Comment